وَمن المتوفين قريب قَرْيَة حيس الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب الحاسب وَفد وَالِده من مصر إِلَى الْيمن وَكَانَت لَهُ معرفَة بِعلم الْفلك ومشاركة بِعلم الْفَرَائِض وَمِمَّنْ سلمت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة بصنعة التَّقْوِيم والتسيير فِي علم الْفلك فرزق الْحَظ عِنْد مُلُوك الْيمن فرتبوا لَهُ الجامكية وَجعلُوا لَهُ الْأَسْبَاب ودام على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن توفّي
وَنَشَأ لَهُ هَذَا الْوَلَد وَهُوَ الشَّيْخ جمال الدّين الْمُقدم الذّكر فَأخذ عَن وَالِده علم الْفلك والحساب والفرائض والضوابط الْمُحْتَاج إِلَيْهَا لصنعة التَّقْوِيم فَكَانَ وحيد عصره فِيهِ وأضيف إِلَيْهِ بعض الْأَسْبَاب بزبيد ورزق الحظوة وجرب فِي إِصَابَة القَوْل فِيمَا يَقُوله من ذَلِك الْعلم وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ علمه الْفَقِيه عَليّ الجبيلي فَقَامَ بمنصبه عِنْد عَجزه وَتُوفِّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة
ثمَّ خَلفه وَلَده الْفَقِيه بدر الدّين الْحسن فأتقن مَا تعلمه من علم وَالِده وَلم يكن لَهُ وجاهة عِنْد السُّلْطَان فِي زَمَانه وَهُوَ الظَّاهِر وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة
وَمن أهل الْجَوْز الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة من نواحي مَدِينَة حيس الشَّيْخ الصَّالح رَضِي الدّين أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الحكاك كَانَ مِمَّن صحب الشَّيْخ الْكَبِير الشريف زين العابدين يُوسُف القليصي السَّاكِن بِمحل العقبانية قَرْيَة من أَعلَى وَادي زبيد وزوجه ابْنَته فتخلق بأخلاقه واشتغل بِعلم الْحَقَائِق وَفتح عَلَيْهِ بهَا فتحا عَظِيما وَكَانَ كَاتبا شَاعِرًا لطيفا ذَا خطّ فائق ونظم رائق لَهُ ديوَان شعر كَأَنَّهُ زهر أرق من نسيم الشمَال على أَدِيم الزلَال يضْحك الحزين ويحرك الرصين وَكَانَت وَفَاته فِي آخر المئة السَّابِعَة رَحمَه الله ونفع بِهِ آمين