غلاب أصل بلدهم المعافر فَأول من اشْتهر مِنْهُم الشَّيْخ غلاب بن عَليّ وَهُوَ الَّذِي جعل الكدهية رِبَاطًا وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَكَانَ يحدث بِشَيْء من المغيبات وَيظْهر صدق قَوْله فجلل مَكَانَهُ واحترم
وَمن كراماته مَا حُكيَ أَنه جَاءَ شخص على فرس خضراء فَقَالَ لَهُ أخرج امْرَأَتك إِلَى عِنْدِي فأخرجها وَهِي حَامِل فَقَرَأَ ودعا لَهَا وبشرها وَزوجهَا بالذرية الصَّالِحَة فَأول مَا حدث لَهما الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ جرى على طَرِيق وَالِده بِالْعبَادَة وإكرام الضَّيْف وانقاد لَهُ أهل قطره بِالطَّاعَةِ بعد موت أَبِيه وَظَهَرت لَهُ كرامات فَلَمَّا توفّي خَلفه وَلَده الشَّيْخ بدر الدّين حسن مَشى على طَريقَة وَالِده بِفعل الْخَيْر وَالْعِبَادَة وإكرام الضَّيْف واتسعت دُنْيَاهُ فَاشْترى الأَرْض فعمرها وَكَانَ يتَصَدَّق بمعظم مَا يحصل من مغلها وَظَهَرت لَهُ الكرامات
فَلَمَّا توفّي قَامَ بمنصبه ولداه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم وعفيف الدّين سُلَيْمَان واشتهر بِالْعبَادَة وَقَضَاء حوائج الْمُسلمين وَزَاد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم زِيَادَة فِي مَسْجِد الكدهية فَجعله جَامعا وَكَانَ يصحب الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ الْقرشِي الشاذلي وَالشَّيْخ الْعَفِيف ابْن المسن وَقَرَأَ بِعلم التصوف وَكَانَ لَهُ راتب هُوَ وَأَصْحَابه يقرؤون فِي كل يَوْم ختمة شريفة من الْقُرْآن وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثمانمئة
وَتُوفِّي صنوه عفيف قبله بعد سنة عشْرين وثمانمئة
وَمِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الْملك بن أَحْمد بن عمر وَهُوَ رجل مبارك لَهُ مُشَاركَة بِشَيْء من الْعِبَادَة