أَقَامَ فِي جَامع جبا معتكفا دأبه تِلَاوَة كتاب الله تَعَالَى وَالْعِبَادَة وَأنْفق من مَاله على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين بِشَيْء كثير من الطَّعَام عِنْد عزة الطَّعَام فَلم يبع شَيْئا مِنْهُ كَغَيْرِهِ مِمَّن بَاعَ وادخر ثمنه بل أنفقهُ فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَلم يدّخر شَيْئا وَتُوفِّي بعد سنة عشْرين وثمانمئة
وَمن دمنات القحاف المقرىء الصَّالح عفيف الدّين جَعْفَر بن الْهمام الشرعبي الجبري بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء مُهْملَة نِسْبَة إِلَى قَبيلَة هُنَالك كَانَ هَذَا المقرىء لَهُ معرفَة تَامَّة فِي الْقرَاءَات السَّبع وَشَيْخه فِي ذَلِك المقرىء جمال الدّين الشارقي فسكن هَذَا الْمَكَان واشتهر بِالْعبَادَة وَالصَّلَاح وَتخرج على يَده جمَاعَة مِنْهُم المقرىء شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي وَغَيره وَكَانَ يقْصد للمهمات وتقضى على يَدَيْهِ الْحَاجَات واشتهرت لَهُ كرامات وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى
وَمن الْمُتَقَدّمَة وفاتهم وَلم يذكرهُ المؤرخون الشَّيْخ الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن سُلَيْمَان الْبراق وَهُوَ مِمَّن سكن الجبى بِبَلَد ذخر كَانَ لَهُ عبَادَة واجتهاد بافعال الْخَيْر دأبه الْإِصْلَاح بَين النَّاس وَالنَّظَر بمصالحهم وَظَهَرت لَهُ كرامات مِنْهَا مَا حُكيَ عَنهُ أَنه حضر بَين جمَاعَة يتنازعون فِي أَرض فتوسط فِي الْإِصْلَاح بَينهم فَكَانَ كلما أَمرهم بِشَيْء امْتَنعُوا من فعله فَدَعَا بتلاف الأَرْض الَّتِي بتنازعون عَلَيْهَا فابترقت فَلذَلِك سمي الْبراق وَكَانَت وَفَاته بآخر المئة الثَّامِنَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن بلد الأخلود الْمَشَايِخ أهل الكدهية هم من قَبيلَة يسمون بني