وَمن المتوفين بِنَاحِيَة جبا القَاضِي الْعَالم رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمر القليصي الصُّوفِي كَانَ عَالما عَاملا لَهُ الباع الطَّوِيل فِي علم النَّحْو وَالْفِقْه واللغة والفرائض وَأخذ ذَلِك عَن الشُّيُوخ الْكِبَار فأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتخرج بِهِ جمَاعَة من طلبة الْعلم الشريف وأصل بَلَده تهَامَة فانتقل إِلَى هَذِه النَّاحِيَة مستمرا بِالْقضَاءِ وَجمع بَين طريقتي الشَّرِيعَة والحقيقة وَكَانَ كثير السّفر إِلَى مَكَّة المشرفة وَرَأى الْعَجَائِب وَذكر قصَّة عَجِيبَة مَذْكُورَة فِي الأَصْل وَذَلِكَ مِمَّا وجده وَشَاهده من رجل مبارك يُسمى الْحَاج مُحَمَّد الْكرْمَانِي
وَتُوفِّي هَذَا القَاضِي رَضِي الدّين بعد سنة عشر وثمانمئة
وَخَلفه وَلَده الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد فشارك بِشَيْء من الْفِقْه وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَكَانَت سيرته فيهم بِالْقضَاءِ محمودة وَذكر عَن وَالِده أَنه صحب بموزع الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن سَلامَة فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا وطلعا إِلَى قَرْيَة الْمِقْدَار وَأقَام الشَّيْخ رَضِي الدّين فِيهَا وَكَانَ ينْسب إِلَى بني السراج وَلَيْسَ هُوَ مِنْهُم وَإِنَّمَا تزوج امْرَأَة مِنْهُم
وَمن أهل جبا القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن إِسْحَاق ذكره المؤرخون الْأَولونَ من بني إِسْحَاق وَالَّذين اشْتهر بعصرنا مِنْهُم هَذَا القَاضِي تَقِيّ الدّين الَّذِي كَانَ فَقِيها مشاركا بِشَيْء من الْعُلُوم المعقولة وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِنَاحِيَة جبا وأضيف إِلَيْهِ الْوَقْف هُنَالك فَكَانَ يصرفهُ مصرفه وَلَا يَكْفِي فيزيد زِيَادَة على ذَلِك من مَاله وينفقه فِي وُجُوه الْخَيْر وللضيف فاشتهر بِالْكَرمِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وثمانمئة
فخلفه بمنصبه وَلَده شمس الدّين عَليّ وَقد يُسمى مَحْفُوظ واشتهر لَهُ هَذَانِ