قَبره وَلم يكن عِنْدهم مَاء فَأَمرهمْ أَن يحفروا حفيرا يجْتَمع بِهِ المَاء عِنْد حُصُول الْمَطَر ليأخذوا مِنْهُ المَاء للْبِنَاء فَمَنعهُمْ رجل آخر وَقَالَ إِن الْمَكَان لَهُ فَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين يَا شيخ مقبل بَين فعصفت ريح شَدِيدَة على الَّذين كَانُوا شرعوا فِي ذَلِك الْحفر منعتهم مِنْهُ فانتقلوا إِلَى مَكَان آخر فتسهل لَهُم بعد ذَلِك الْمَكَان وَجَاء الْمَطَر وَحصل مِنْهُ مَا كفاهم بِفضل الله تَعَالَى وبركة هَذَا الشَّيْخ رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمن المتوفين قَدِيما فِي الْقرْيَة الَّتِي تسمى جبيل الحنش الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين سلمَان بن عمر أخْبرت أَنه كَانَ عَالما زاهدا صَالحا ظَهرت لَهُ الكرامات فِي حَيَاته وَبعد وَفَاته
من ذَلِك مَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الجبرتي نفع الله بِهِ قَالَ زرت هَذَا الشَّيْخ مرَارًا فَدخلت مرّة الْقبَّة الَّتِي بنيت على قبر هَذَا الشَّيْخ وأغلقت الْبَاب وتلوت سُورَة يس وَأَنا فِي ذَلِك الْمَكَان وحدي ثمَّ جَاءَ رجل مَعْرُوف ففتحت لَهُ فَوقف عِنْدِي فَقَرَأت سُورَة تبَارك فَرَأَيْت نورا فِي الْمِصْبَاح من غير أَن يسرجه أحد من النَّاس ثمَّ رَأَيْته مرّة أُخْرَى كَذَلِك
وَحكي أَن هَذَا الشَّيْخ كَانَ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أول ملك من مُلُوك بني رَسُول فوفد إِلَيْهِ جمَاعَة يَشكونَ من ظلم الْمَنْصُور وَكَانَ فِي الْمَكَان الَّذِي سكنه هَذَا الشَّيْخ جمَاعَة يصلونَ الْجُمُعَة فطلع الْخَطِيب يخْطب للْجُمُعَة وَأَرَادَ أَن يذكر الْمَنْصُور كعادة الْوَقْت فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ سلمَان اخْطُبْ للمظفر بن الْمَنْصُور والمنصور فِي الْجند حَيّ ثمَّ الْتفت الشَّيْخ سلمَان إِلَى الْحَاضِرين عِنْده فَقَالَ لَهُم قد زَالَ ملك الْمَنْصُور وَولى الله وَلَده المظفر وسيقتل الْمَنْصُور هَذِه اللَّيْلَة فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ
وَلِهَذَا الشَّيْخ كرامات كَثِيرَة نفع الله بِهِ آمين