وَخط حسن وَكَانَ فِي شبابه فَقِيرا فحج إِلَى بَيت الله الْحَرَام وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رَجَعَ على طَرِيق درب الْمَاشِي فسبقه الرّفْقَة فضل عَن الطَّرِيق وَعجز عَن الْمَشْي وَعظم عَلَيْهِ الْحر والعطش وأيس من الْحَيَاة فاستسلم لله الْوَاحِد القهار وَجلسَ تَحت ظلّ شَجَرَة ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا فَألْقى الله على لِسَانه الاستنصار بِاللَّه تَعَالَى فَأَنْشد بَيْتا شعرهما
(وَإِذا ضللت عَن الرشاد وَلم تكن ... أَبَد الزَّمَان على العدا منصورا)
(فاستهد واستنصر بِرَبِّك ذِي العلى ... وَكفى بِرَبِّك هاديا ونصيرا)
قَالَ فوَاللَّه مَا استتممت قَوْلهمَا حَتَّى سَمِعت صَوت الْمُنَادِي باسمي فَقُمْت فَرحا وَوجدت أَصْحَابِي
ثمَّ إِنَّه قصد الأكابر ومدحهم بغرر القصائد وكتبها بِخَطِّهِ الْحسن فأجازوا لَهُ وأثرى وَكثر مَاله وَقد كَانَت عَلَيْهِ دُيُون فقضاها واشتهر بالفصاحة وَعرف بذلك
وَأنكر بَعضهم قَوْله وفصاحته فِي قصيدة كتبهَا إِلَى الإِمَام الشريف عَليّ بن صَلَاح الحسني وَقَالَ إِن ذَلِك لغيره فَكتب إِلَيْهِ أبياتا مِنْهَا
(وَقَالُوا سنه سنّ صَغِير ... وَلَيْسَ يجيد فِي الشّعْر النظاما)
(وَمَا علمُوا بِأَنِّي نلْت فخرا ... أَوَان بلغت من عمري الفطاما)
(وَإِنِّي الْيَوْم أفحم كل فذ ... وَمَا وفيتها عشْرين عَاما)
وَهِي طَوِيلَة
وَله شعر حسن غير ذَلِك مِنْهُ ثَلَاثَة أَبْيَات أضافها إِلَى الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين للوأواء الدِّمَشْقِي وَهِي
(وَلما حدا الركْبَان للبين عيسهم ... وأموا بهَا الْبَيْت الْعَتِيق المسترا)