وَمِنْهُم الْفَقِيه حسام الدّين عَبَّاس بن طَلْحَة قَرَأَ على الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد الوحصي وعَلى غَيره من فُقَهَاء وقته حَتَّى انْتفع بأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى واستقامه القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن داؤد الوحصي فِي بعض الْأَوْقَات بِشَيْء من الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة فَأثْنى عَلَيْهِ النَّاس بكفاءته وتسديد نظره وثاقب مَعْرفَته ومشيه على مَا يحْتَمل الْوَقْت فَكَانَ حكمه صَوَابا لَا يسْتَدرك بحكومة عَلَيْهِ وَلَا يطْمع طامع بحيلة بَين يَدَيْهِ يعرف الْحق فيقتفيه ويعدل عَن الْبَاطِل فيتقيه وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وثمانمئة

وَمِنْهُم الْفَقِيه شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مهْدي بن سبا المرشى بَلَدا وَهِي قَرْيَة بجبل بعدان قَرَأَ بالقراءات على المقرىء شمس الدّين الشرعبي وشارك بِسَائِر علم الْفِقْه والْحَدِيث وأضيف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بِمَدِينَة تعز إِمَامَة الظَّاهِرِيَّة والشمسية وَكَانَ مَعَه كتب نفيسة حصلها وضبطها أحسن ضبط وَكَانَ قوته من شخص يُسمى عمر الأديب لَهُ فضل وصدقات كَثِيرَة توفّي بِمَدِينَة إب ثمَّ إِن المقرىء شمس الدّين سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوَافَقَ الْمقَام شمس الدّين عَليّ بن طَاهِر بِالْمَدِينَةِ المشرفة فَقَامَ بكفايته وَجعله من أَصْحَابه فَرَجَعَا إِلَى الْيمن بعد إقامتهما جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة قدر ثَلَاث سِنِين فَكَانَ الْمقَام شمس الدّين يحسن إِلَيْهِ ويواسيه بِمَا يَحْتَاجهُ فِي مَدِينَة تعز إِلَى أَن توفّي بهَا بِشَهْر رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وثمانمئة وَدفن بالأجيناد قَرِيبا من قبر الإِمَام مُحَمَّد بن أبي بكر الْخياط رحمهمَا الله ونفع بهما

وَمن المتوفين بِمَدِينَة تعز الْفَقِيه البليغ وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر الرَّاعِي الْمَشْهُور بالعطاب كَانَ لَهُ معرفَة بِعلم الْعَرَبيَّة وَكَانَ محققا لعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان وأوزان الشّعْر وبحوره أَخذ ذَلِك عَن أَخِيه الْفَقِيه الصَّالح شمس الدّين يُوسُف بن عمر العطاب وَالْقَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي وَكَانَت لَهُ قريحة مطواعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015