والشاشي والإسنوي والسبكي وَغَيرهم بِشَيْء يقبله الْعقل ويساعده النَّقْل مِمَّا يعجز بعض الإفكار عَن إِدْرَاكه فضلا عَن الْإِتْيَان بِمثلِهِ وَله غير ذَلِك من التدقيق على مسَائِل كَثِيرَة وَمَا ذَكرْنَاهُ من مؤلفاته فَهُوَ الشَّاهِد الْعدْل على جلالته وأجادته وإفادته وَقد أحسن إِلَيْهِ السُّلْطَان الظَّاهِر إحسانا كليا وَوَصله بصلات كَثِيرَة وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بتعز مَا يَلِيق بِحَالهِ وأقامه السُّلْطَان الْأَشْرَف ولد الظَّاهِر بِولَايَة الْقَضَاء بتعز فَأَقَامَ على ذَلِك أَيَّامًا فَلَمَّا توفّي الْأَشْرَف واستقام المظفر وَظهر فِي السَّادة المشائخ بني طَاهِر فِي طلب الرِّئَاسَة وَالْولَايَة على الْيمن سعى لَهُم الْفَقِيه شمس الدّين بذلك فَأوجب ذَلِك الِانْتِقَال إِلَيْهِم إِلَى بلدهم لمعاندة حصلت عَلَيْهِ من المظفر وَأَصْحَاب المسعود بعد أَن ناله وعث شَدِيد وَأسر معاهم أَيَّامًا ثمَّ أَطْلقُوهُ فانتقل ذِي حراب من بلد السَّادة بني طَاهِر فَأحْسنُوا إِلَيْهِ إحسانا كليا وصنف فيهم رِسَالَة سَمَّاهَا الْمسك الفتيق فِي فضل حر الأَصْل على الرَّقِيق ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة بِقصد الْحَج فاخترمته الْمنية فِي الطَّرِيق من الْوُصُول إِلَى بَيت الله الْعَتِيق قد رجح إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى مكرما مُعظما وَكَانَت وَفَاته بمَكَان يُسمى اللِّحْيَة وَذَلِكَ سنة سِتّ وَخمسين وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015