وَمِنْهُم القَاضِي الْأَجَل تَقِيّ الدّين عمر بن الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ المسلمي الْمَشْهُور باليريمي قَرَأَ على وَالِده الْمُقدم ذكره بالفقه بقرية يريم ثمَّ انْتقل إِلَى تعز فَقَرَأَ بالقراءات السَّبع على المقرىء وجيه الدّين الملحاني وبالفقه على الإِمَام جمال الدّين العوادي وَبِالْحَدِيثِ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي ثمَّ طلع إِلَى مَدِينَة إب فتأهل بهَا ورتبه الشَّيْخ الْجلَال السيري إِمَامًا فِي الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا فَوقف مُدَّة طَوِيلَة يقرىء ويدرس ويفتي ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَدِينَة تعز وَحج بَيت الله الْحَرَام ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَلَمَّا وصل الإِمَام شمس الدّين الْجَزرِي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الشريف الفاسي إِلَى تعز نزل إِلَيْهِمَا فَقَرَأَ عَلَيْهِمَا بِعلم الحَدِيث وَالتَّفْسِير وأجازا لَهُ ثمَّ إِنَّه خالط بعض المتصرفين بِمَدِينَة تعز للسُّلْطَان الطَّاهِر فَلَزِمَهُ وعبث فِي الْعرض وَالْمَال بِسَبَب ذَلِك فَبَقيَ فِي بعض الْمَسَاجِد معتكفا يدرس ويفتي ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء الْجند وانفصل عَنهُ وأضيف إِلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز ثمَّ انْفَصل عَن ذَلِك وَرجع إِلَى ولَايَة الْقَضَاء بالجند فَبَقيَ على ذَلِك إِلَى أَن توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر شهر صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة وَكَانَ ينظم الشّعْر من ذَلِك جَوَابه على اللغز الَّذِي أبداه الإِمَام الْجَزرِي رَحمَه الله تَعَالَى على طلبته حَيْثُ قَالَ
(أخي إِن رمت تَدْرِي من حَبِيبِي ... وتعرف مَا اسْمه وتحيط علما)
(خُذ اسْما من أسامي الْمَوْت واقلب ... وَصغر ذَلِك المقلوب حتما)
(وصحف ذَلِك التصغير وَاجعَل ... لمن أحببته من ضِدّه اسْما)
فَأجَاب القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد اليريمي الْمَذْكُور أَولا فَقَالَ
(أَتَت أحجية من بَحر علم ... لتعريف الحبيب وَمَا يُسمى)
(باسم الْمَوْت واقلب ثمَّ صغر ... وَصغر ذَلِك التصغير حتما)
(فَفتح قلب حتف ثمَّ صغر ... وصحفه قَبِيح حزت علما)
(وَمَا ضد الْقَبِيح سوى مليح ... وَذَاكَ الْقَصْد وَالْحب الْمُسَمّى)
وَله شعر غير ذَلِك مِنْهُ مَا نظمه فِي شُرُوط القَاضِي مِمَّا هُوَ مُثبت فِي الأَصْل