وَقيل أَن هَذَا الدُّعَاء من الشَّيْخ الْوَلِيّ جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر الشبيبي فَقَرَأَ هَذَا الإِمَام جمال الدّين على وَالِده رَضِي الدّين فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ على الْأَئِمَّة هُنَالك كالمراغي والكازروني وَبني ظهيرة وَغَيرهم ثمَّ على الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام الْجَزرِي وَالْإِمَام أبي الْخَيْر بن الزين وَالشَّيْخ أبي طَاهِر بن مُحَمَّد بن أبي الْيمن الْمصْرِيّ وَالشَّيْخ أبي بكر الْأمَوِي وَالشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر وَغَيرهم فَأَجَازَهُ هَؤُلَاءِ بِجَمِيعِ فنون الْعلم وَقد جمع شُيُوخه وأنسابه فِي كراسة كَانَت عِنْده فكمل للفقيه جمال الدّين معرفَة جَمِيع الْعُلُوم من الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه والنحو وَكَانَ يُسمى الباقر لسعة علمه وفهمه واستنباطه وَحفظه والتفرد بِزِيَادَة المتخصص لتحقيق علم الحَدِيث سلمت لَهُ الرِّئَاسَة فِيهِ فَكَانَ لَا يُمَارِي بِشَيْء مِنْهُ وَخلف الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي بعد مَوته بتدريس الحَدِيث النَّبَوِيّ وَكَانَ يتَكَلَّم على معنى الحَدِيث وَرِجَال الْإِسْنَاد بِكَلَام نَافِع بِمحضر شَيْخه الإِمَام نَفِيس الدّين فيصوب كَلَامه وَنقل عَنهُ الْمُحَقِّقُونَ من الْفَوَائِد فِي حَيَاة الإِمَام نَفِيس الدّين أَشْيَاء كَثِيرَة وَمِمَّا أسْندهُ إِلَى بعض أَئِمَّة الحَدِيث أَنه قَالَ أَخْبرنِي بعض شيوخي مُسْندًا قَول بَعضهم مَا أقبح الْجَهْل بالألباء وَالْمَرَض بالأطباء والجفاء بالأحباء

وَلما انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة بِعلم الحَدِيث وَانْفَرَدَ بذلك تزاحمت عَلَيْهِ الطّلبَة فَكَانَ يحضر عِنْده جمع كثير فَكَانَ مَجْلِسه حافلا للْعُلَمَاء والمتعلمين وَكَانَ لَهُ حسن أَخْلَاق وَمَكَارِم لم تكن لغيره من أَبنَاء جنسه فِي وقته لَا يستكثر عَطاء يُعْطِيهِ من جَاءَ إِلَيْهِ يطْلب رفده وكل من وَفد إِلَيْهِ من الْفُقَهَاء والمحدثين والبلغاء المبرزين يشْهد لَهُ بِأَنَّهُ فَخر الْيمن وبهجة الزَّمن وَأَنه الْقدح الْمُعَلَّى لشربه من الْعُلُوم المشرب الْأَسْنَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015