حسن بن صَالح الوحصي بَلَدا الْخَولَانِيّ نسبا قَرَأَ على الإِمَام الصَّالح صفي الدّين أَحْمد النَّاشِرِيّ وعَلى الإِمَام رَضِي الدّين بن الْخياط وعَلى غَيرهمَا بالفقه وعَلى الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي بِالْحَدِيثِ وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي وَالْإِمَام زين الدّين المراغي وَبَنُو ظهيرة بِمَكَّة المشرفة وَقَرَأَ بالنحو على الإِمَام جمال الدّين الْمَقْدِسِي فدرس وَأفْتى وَكَانَ نَائِبا بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية عَن الْفُقَهَاء من بني النَّاشِرِيّ فَكَانَ الْفَقِيه ولي الدّين عَالما عَاملا متواضعا آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَا يَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم كريم النَّفس حسن الْأَخْلَاق وأضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز فَأَقَامَ على ذَلِك شهرا ثمَّ توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى شَهِيدا من ألم الطَّاعُون سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
ثمَّ خَلفه من بعده وَلَده الْفَقِيه الصَّالح الْفَاضِل شهَاب الدّين أَحْمد كَانَ لَهُ مُشَاركَة بِعلم الْفِقْه قَرَأَ على وَالِده وعَلى ابْن عَمه القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن دَاوُد الوحصي وأضيف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب الْمدرسَة السابقية وَغَيرهَا وَكَانَ آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر ذَا خير وَدين صلب وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وثمانمئة وَدفن بالأجيناد عِنْد قبر وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما
وَمِنْهُم الإِمَام حَافظ الزَّمن وحامل لِوَاء السّنة المصطفوية فِي الْيمن جمال الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد الْأَكْبَر بن شيخ الْإِسْلَام فَقِيه الْمَذْهَب أبي بكر بن مُحَمَّد بن صَالح الْهَمدَانِي الشهير بِابْن الْخياط كَانَ شيخ الْعُلُوم وإمامها وَمن فِي يَدَيْهِ زمامها لَهُ فِيهِ الباع المديد والشأو الْبعيد الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ مزِيد أخْبرت أَنه لما حفظ كتاب الله تَعَالَى على يَد الْفَقِيه الصَّالح عفيف الدّين عَطِيَّة بن عبد الرَّزَّاق ذهب بِهِ وَالِده إِلَى الشَّيْخ عفيف الدّين صَالح الْيمن ذِي الكرامات عبد الله بن يحيى الشعراني فَدَعَا لَهُ فَمن دُعَائِهِ لَهُ أَن قَالَ اللَّهُمَّ أثقب قلبه بمعرفتك فاستجيب لَهُ الدُّعَاء وسبقت لَهُ الْعِنَايَة