وَمن رِبَاط الحجفر الشَّيْخ الصَّالح الْوَرع الْفَقِيه الْعَالم جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الدريبي الطيار اشْتهر لهَذَا الشَّيْخ جمال الدّين فَضَائِل وكرامات واجتهاد بِالْعبَادَة وَالصِّيَام وإكرام الضَّيْف فجلل واحترم مَكَانَهُ فَمن قَصده فِي حَيَاته أَو بعد مَوته لأخذ شَيْء مِنْهُ ظلما من أعوان السُّلْطَان أَو غَيرهم تعجلت عُقُوبَته من الله تَعَالَى وَلم يزل هَذَا الشَّيْخ جمال الدّين على الْحَال المرضي من شدَّة الْوَرع والجاه العريض وَالْكَرم المستفيض إِلَى أَن توفّي سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين

وَمن أهل المردع بِحجر الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن ظفر كَانَ من الْعباد والزهاد واشتهر بذلك وَقصد للمهمات وجلل واحترم مَكَانَهُ لأَجله

وَأما بَنو سُفْيَان فأولهم الَّذِي اشْتهر بِالْيمن هُوَ الْعَالم الصَّالح الْمَشْهُور سُفْيَان بن عبد الله قيل إِن أَصله من الْعرَاق وَإنَّهُ سكن عدن فِي زِيّ الْفُقَرَاء الترابية وَكَانَ مُجْتَهدا بِالْعبَادَة مَشْهُورا بالكرامات ويحكى أَن سُلْطَان الْيمن بوقته جعل التَّصَرُّف فِي أَمْوَال عدن لبَعض الْيَهُود وَأَن هَذَا الْيَهُودِيّ هُوَ الَّذِي أحدث الضرائب من التُّجَّار بِأَمْوَالِهِمْ ظلما وَكَانَ يشغل النَّاس عَن صَلَاة الْجُمُعَة بعدن فَأتى إِلَيْهِ هَذَا الصَّالح سُفْيَان وَقَالَ لَهُ أسلم فَامْتنعَ فَقتله فَلَزِمَهُ السُّلْطَان وحبسه فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ الْحَبْس صنع مركبا صَغِيرا فِي الْحَبْس وَقَالَ لأهل الْحَبْس من ركب معي مِنْكُم فِي هَذَا الْمركب نجا فَلم يصدقوه فَركب فِيهِ وَغَابَ عَن أَعينهم هُوَ ومركبه فَقيل أَنه وجد فِي الْبَحْر يحملهُ المَاء بذلك الْمركب وَأَنه ذهب إِلَى بعض الْبلدَانِ الْبَعِيدَة ثمَّ عَاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015