الضَّيْف وَالْإِحْسَان إِلَى الْوَافِد وَالسَّعْي فِي الْإِصْلَاح بَين النَّاس فَكَانَ مسموع القَوْل مُطَاع الْأَمر لَهُ الجاه العريض وَالثنَاء المستفيض وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى توفّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَخَلفه بعده جمَاعَة من أَهله لم ينالوا رتبته إِلَى أَن نجب فيهم فِي وقتنا الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله هُوَ ابْن عَم الشَّيْخ عفيف الدّين الْمُقدم الذّكر صَاحب الشّعْر الْمُتَقَدّم فأحيا منصبهم مآثرهم وَهُوَ الْآن عُمْدَة للقاصد والوافد ويجتمع عِنْده جمَاعَة للذّكر وَجعل ذَلِك راتبا على الدَّوَام وَظَهَرت لَهُ كرامات ودام على ذَلِك إِلَى أَن توفّي
وَمن المتوفين بذبحان الْمقري عفيف الدّين مَسْعُود بن مُحَمَّد الحسني أَخذ الْعلم عَن المقرىء سعيد بن عَليّ السورقي والمقرىء نَاجِي بن سعيد السورقي وشارك بِشَيْء من علم الْفِقْه وَكَانَ معدودا من أهل بَيت الشَّيْخ الْعَفِيف بن عبد الله بن مُحَمَّد المسن وملازما لَهُ ومؤدبا لأولاده وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَسِتِّينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن بلد الأشعوب بعزلة سامع الشَّيْخ عفيف الدّين عَبَّاس بن عَليّ الكريمي كَانَ مِمَّن صحب الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن عمر المسن وتأدب بآدابه وتحكم على يَده واجتهد بِالْعبَادَة وَظهر لَهُ كرامات وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَله ولدان أَحدهمَا اسْمه مُحَمَّد كَانَ سالكا طَرِيق وَالِده فِي الْعِبَادَة وَشهر بِالْخَيرِ وَالثَّانِي اسْمه أَحْمد كَانَ مُبَارَكًا وَظَهَرت لَهُ كرامات وَتُوفِّي مُحَمَّد بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة وَتُوفِّي أَحْمد بعده وَقد نَشأ لَهُ ولد هُوَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أخْبرت أَنه من الأخيار الصَّالِحين وَظَهَرت لَهُ كرامات وَتُوفِّي بِشَهْر جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَسبعين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين