فَمن أهل جبن الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد الحبيشي قَرَأَ على الإِمَام عَليّ بن أَحْمد الأصبحي مُصَنف الْمعِين وعَلى غَيره بِسَائِر الْعُلُوم وَكَانَ معاصرا للْإِمَام شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الخلي وَقد ذكره الجندي المؤرخ وَلما مَاتَ الإِمَام تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد الحبيشي اشْتهر بعده جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الحبيشي كَانَت لَهُ معرفَة جَيِّدَة بِعلم الْفِقْه وَولي الْقَضَاء بجبن وَمَا والاها وَسَار فيهم سيرة حَسَنَة مرضية واشتهر بِالْكَرمِ وتجويد الْفَتْوَى ودام على ذَلِك إِلَى أَن توفّي بعد سنة عشْرين وثمانمئة
وَخَلفه بمنصبه أَوْلَاده النجباء مِنْهُم القَاضِي شرف الدّين أسماعيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر قَرَأَ على وَالِده وعَلى غَيره بالفقه وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعد وَالِده فحسنت سيرته ثمَّ توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة ثمَّ قَامَ بمنصبه بعده أَخُوهُ رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد وَكَانَت قِرَاءَته بالفقه على أَبِيه وعَلى غَيره وَتَوَلَّى الْقَضَاء هُنَالك إِلَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة فَتوفي بهَا من ألم الطَّاعُون شَهِيدا