فَقِيها عَالما عَاملا وَحصل كتبا كَثِيرَة أوقفها على طلبة الْعلم هُنَالك وَتُوفِّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَأما بَنو المسن من أهل ذبحان فقد ذكر الجندي المؤرخ مِنْهُم الصَّالح شُجَاع الدّين عمر بن المسن وَبَعض ذُريَّته فَمِمَّنْ اشْتهر مِنْهُم من أهل عصرنا الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن المسن قَالَ القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النحواني هُوَ صَاحب الطَّرِيقَة وَإِمَام أهل الْحَقِيقَة واستاذ العارفين وَشَيخ الْمُحَقِّقين أخْبرت أَن مولده فِي الرَّابِع عشر من الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وسبعمئة قَالَ وَهُوَ مِمَّن جمع صِفَات المحاسن واحتوى على محَاسِن الصِّفَات وكرم الشَّمَائِل وعذوبة الطَّبْع وَحسن الْأَخْلَاق ولين العريكة وَقرب الجناب ولطف الْمَعْنى كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح متضلعا فِي فنون الْعلم متحريا فِيهَا سِيمَا علم الْعَرَبيَّة فَإِن لَهُ فِيهِ الْيَد الطُّولى والغاية القصوى وَله قريحة مطاوعة وفطنة لامعة وفصاحة رائعة وَقدم فِي الْعُلُوم بارعة وَكَانَ محبوبا إِلَى عَامَّة النَّاس وخاصتهم مَقْبُول الشَّفَاعَة مسموع الْكَلِمَة مجاب الدعْوَة فِي حَال السماع إِذْ كَانَ شاربا من الْمعرفَة بالكأس الأوفى سالكا مَسْلَك الحنفا وَأعْطِي الْحَظ وَالْمشْرَب الأصفى قَالَ النحواني رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من علم الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِك وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ هَذَا الشَّيْخ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل فمنحه الله الْخَيْر الدنيوي والأخروي وَظَهَرت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَكَانَت لَهُ قريحة مطاوعة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك مَا قرأته مُعَلّقا بِخَط تِلْمِيذه القَاضِي وجيه الدّين النحواني قَالَ أَقمت عِنْد الشَّيْخ الصَّالح الرباني عفيف الدّين عبد الله بن عمر المسن أَيَّامًا ثمَّ أردْت أَن استأذنه بِالسَّفرِ