وَمن أهل بِلَاد الجعاشن بِالْمَكَانِ الْمُسَمّى أدمار الشَّيْخ الْوَلِيّ الصَّالح تَقِيّ الدّين عمرَان بن مُحَمَّد بن عمرَان هُوَ مِمَّن تقدّمت وَفَاته وَلم يذكرهُ المؤرخون وَكَانَ من الصَّالِحين العابدين وشهرت لَهُ الكرامات فجلل واحترم وَمن أَوْلَاده الْفَقِيه وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن كَانَ مشاركا بِشَيْء من الْعُلُوم وَأَجَازَ لَهُ الْفَقِيه نَفِيس الدّين سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي وَقد حضر عِنْده قِرَاءَة صَحِيح البُخَارِيّ وَكتب بطبقة السماع ثمَّ توفّي بعد ذَلِك بسنين قَليلَة رَحمَه الله
وَمن معشار السارة المقرىء الْوَلِيّ شمس الدّين عَليّ بن عمر الْخَولَانِيّ كَانَ عَالما عابدا زاهدا قَرَأَ الْقرَاءَات بالسبع وبغيرها من سَائِر الْعُلُوم على بعض فُقَهَاء وقته وَقصد للإفادة وَأجْمع أهل عصره على صَلَاحه وَعلمه وَأثْنى عَلَيْهِ الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد الْأَكْبَر بن أبي بكر الْخياط فَقَالَ هُوَ المقرىء صَاحب الكرامات أشهر من أَن يذكر رأى بعض الأخيار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قبل بَين عَيْني المقرىء على الْخَولَانِيّ فَكَأَنَّمَا قبل بَين عَيْني فَكَانَ النَّاس يقصدونه للتبرك بِهِ وَبلغ الْغَايَة فِي الاشتهار انْتهى كَلَام ابْن الْخياط وَطَالَ عمر هَذَا المقرىء وانتفع بِهِ النَّاس قيل إِنَّه توفّي آخر المئة الثَّامِنَة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمن تلامذته المقرىء الْفَقِيه الصَّالح الْوَلِيّ صَاحب الكرامات عفيف الدّين عَطِيَّة بن أبي بكر بن مَنْصُور العيسوي قَرَأَ بالقراءات على شَيْخه الْمُقدم ذكره وبالفرائض على الْفَقِيه الإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن عمر العقيبي وَقَرَأَ بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير على غَيرهم من الْعلمَاء فِي زبيد والمخادر
وَمِمَّنْ تخرج بِهِ الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الشلفي وَأثْنى عَلَيْهِ الْفَقِيه شهَاب الدّين الْمَذْكُور وَكَانَ هَذَا المقرىء منقبضا على النَّاس مُمْتَنعا عَن الرِّئَاسَة الدُّنْيَوِيَّة منحازا بِدِينِهِ مُبَارَكًا لَهُ فِي عمره عابدا زاهدا