سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثمانمئة وَدفن بمقبرة ذِي السفال عِنْد أَهله رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ

وَمن المتوفين بقرية ذِي السفال الرجل الصَّالح الْمُسَمّى صمى بن عبد الله كَانَ من الْعباد الزهاد وخولط فِي عقله وَحكي عَنهُ كرامات مِنْهَا أَنه لما قربت وَفَاته طلع إِلَى أَعلَى المنارة فِي جَامع ذِي جبلة فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته يَا أهل جبلة ثَلَاث مَرَّات من أَرَادَ مِنْكُم أَن يحضر قَبْرِي فليتبعني إِلَى قَرْيَة ذِي السفال هَذَا الْيَوْم فَتَبِعَهُ بَعضهم فَلَمَّا وصل إِلَيْهَا زار قبر الشَّيْخ يحيى بن أبي الْخَيْر نفع الله بِهِ ثمَّ دخل إِلَى الْجَامِع فِي الْقرْيَة فرقد فنبهوه عِنْد دُخُول وَقت الصَّلَاة فوجدوه مَيتا رَحمَه الله فقبر عِنْد قُبُور السَّادة بني عَلْقَمَة وَكَانَت وَفَاته بعد الْعشْرين من المئة التَّاسِعَة

وَمن أهل الوحص الْحَاج الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الوحصي كَانَ عابدا صَالحا قيل إِنَّه رأى لَيْلَة الْقدر وَأَن النُّجُوم فِي السَّمَاء كالمساجد الْكِبَار فتقاطرت إِلَى جِهَة الْقبْلَة وَرَأى نورا عَظِيما فَدَعَا الله تَعَالَى أَن يحفظه الْقُرْآن الْعَظِيم فحفظه وَأَن يرزقه الْحَج إِلَى بَيت الله الْحَرَام فيسر الله لَهُ ذَلِك وَأَن يُسْتَجَاب دعاؤه فَكَانَ إِذا دَعَا الله تَعَالَى أُجِيب بِمَا دَعَاهُ فَكَانَ هَذَا الْفَقِيه جمال الدّين مَقْصُودا للمهمات ولطلب الدُّعَاء وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة

وَمن أهل شوايط المقرىء الْعَلامَة صفي الدّين أَحْمد بن عَليّ الشوايطي قَرَأَ بالقراءات الْعشْر فِي الْيمن على جمَاعَة من الْأَئِمَّة واشتهر بتجويد الْقِرَاءَة وَالِاجْتِهَاد بِالْعبَادَة ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة وَإِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فحج وزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا يدرس بالقراءات ثمَّ اخْتَار الِانْتِقَال إِلَى مَكَّة بأولاده وَسكن بهَا إِلَى أَن توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015