فَمنهمْ القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن صَالح الْمُقدم ذكره كَانَ إِمَامًا عَالما قَرَأَ على جمَاعَة من أَهله الْعلمَاء بِذِي السفال وعَلى الْفُقَهَاء بِمَدِينَة تعز وَغَيرهم قَالَ الإِمَام جمال الدّين بن الْخياط إِن هَذَا القَاضِي ولي الْقَضَاء بضعا وَسِتِّينَ سنة وحمدت سيرته وَكَانَ ورعا وَله قريحة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك قَوْله
(على قدر فضل الْمَرْء غم حسوده ... فَمَا ازْدَادَ فضلا زَاد حاسده غما)
(وَلَا شكّ مَا فِي الْفضل كَالْعلمِ والتقى ... كَذَا الْعلم شيخ الْفضل كَانَ لَهُ أما)
توفّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وثمانمئة
وَمِنْهُم الْفَقِيه عماد الدّين إِدْرِيس بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عمر البريهي قَرَأَ مسموعات الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفُقَهَاء من أهاليه فأجازوا لَهُ وَلم أتحقق من حَاله غير ذَلِك وَتُوفِّي بِشَهْر ربيع الأول سنة ثَلَاث وثمانمئة
وَمِنْهُم الْفَقِيه تَقِيّ الدّين صَالح بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عمر البريهي أخْبرت أَنه قَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع على المقرىء الصَّالح عَليّ بن عمر الْخَولَانِيّ وبالفقه على الإِمَام مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البريهي فأجازوا لَهُ ودرس وَأفْتى وَكَانَ حسن الْخط توفّي بِشَهْر رَجَب سنة خمس وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم وَلَده القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر تفقه بوالده وَولي الْقَضَاء على كرهه بالقاعدة وَسكن بسهفنه وَكَانَ صواما قواما حسن السِّيرَة فِي أَحْكَامه ورعا زاهدا توفّي بسهفنه بعد سنة عشْرين وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن صَالح البريهي قَرَأَ على وَالِده بالفقه وعَلى غَيره وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعد وَالِده بِذِي السفال وَمَا إِلَيْهَا وَقد سمع على الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فِي كتب التَّفْسِير والْحَدِيث وَحصل كتبا كَثِيرَة بِخَطِّهِ الْحسن وَكَانَ خَاشِعًا جَارِيا