وَنَفسه والاشتغال بالزرع بِيَدِهِ مَعَ عِبَادَته وزهادته أجمع أهل قطره على صَلَاحه واشتهر من بركاته مَا أوجب حسن الظَّن بِهِ وَهُوَ مِمَّن تخرج على يَده الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد وصنوه رَضِي الدّين أَبُو بكر ابْني الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد البريهي الْآتِي ذكرهمَا مَعَ أهاليهما من أهل ذِي السفال رَحِمهم الله تَعَالَى ونفع بهم وعمت بركته كل من قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَت وَفَاته بعد سنة عشْرين وثمانمئة ونجب لَهُ ولدان أَحدهمَا الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكره مَعَ أهل مَدِينَة تعز إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالثَّانِي أَحْمد قَرَأَ على وَالِده شَيْئا من الْعُلُوم وَنَشَأ على طَريقَة مستحسنة وَكَانَ لَهُ خطّ حسن وَتُوفِّي رَحمَه الله قَرِيبا من سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَمن أهل منزل أرود بالعارضة الْفَقِيه الْعَلامَة رَضِي الدّين أَبُو بكر بن عَليّ بن عمر الْمَشْهُور بالجرف قَرَأَ على الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البريهي وعَلى غَيره وَأفْتى ودرس إِلَى أَن توفّي وَكَانَت وَفَاته قَدِيما وَلم يذكرهُ المؤرخون وَإِنَّمَا ذكرته لما سَيَأْتِي من ذكر بعض ذُريَّته الَّذين توفوا فِي مَدِينَة تعز وَغَيرهم وَلم يكن فِي مَكَانَهُ من ذُريَّته سوى الْفَقِيه شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الجرف لَهُ مُشَاركَة بالفقه وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِذِي السفال وَهُوَ فِي قيد الْحَيَاة حَال جمع هَذَا الْمَجْمُوع ثمَّ توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَفِي منزل أرود الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الأرودي الْمَشْهُور بالطماح الْخَولَانِيّ قَرَأَ على جمَاعَة من الْفُقَهَاء وأجازوا لَهُ فَكَانَ فَقِيها مجودا عَارِفًا درس وَأفْتى وَأثْنى عَلَيْهِ شَيْخه الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي توفّي هَذَا الْفَقِيه إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى سنة عشْرين وثمانمئة أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل
وَمن بني الشّعبِيّ الَّذين يسكنون قَرْيَة ذِي السفال الْفَقِيه عبد الْمَاجِد بن أبي بكر الشّعبِيّ كَانَ فَقِيها مُبَارَكًا حدث لَهُ أَوْلَاد نجباء أفضلهم الْفَقِيه الْجُنَيْد قَرَأَ بالفقه على