من الأسماء والأفعال، وارتفع عنه بذلك اللبس والإشكال، وفتح ما لا خلاف بين القراء فيه، وميزت/ له من الأقوال ما يوافقه فأبدى الإشمام للعيان، وأهدى الرّوم (?) للآذان، وبينت في حال وقفه عليها أيهما أتم، وعرّفته جواز الوقوف بالسكون، فكان ذلك أنفع وأعم، ونبهته على الأحكام المتباينة في التنوين والنون الساكنة، وعرفته الأصول التي (?) لا يجوز للطالب أن يجاز إلا بعد معرفتها أصلا فأصلا، وعرفته اختلاف القراء تعريفا يوجب له تقدما وفضلا، فرأيته لإقراء المسلمين أهلا، وسترت دينه وأمانته، فكان أحق من نقل كتاب الله وأولى، فعكف عليه وتبتّل، ورتّل مرجّعا صوته بآياته، مقيما بطرقه ورواته، إن هلّ بلّ وأدرج، شرح الصدور بحسن تلاوته وفرح، واستعاذ وبسمل وفصل، وكبر عند ختمه وهلّل، يستميل العقول بصداه، ويعم القلوب بما منح من النعم فأبداه، الأسماع تلتذ بتلاوته، والنفوس تخشع عند قراءته.

ولما أكمل علي مراده، وأحكم ذلك وأجاده، وألفيته فطنا لقنا، ومجيدا للتلاوة متقنا، صنع اللسان مشرفا على ذروة الإحسان، فوجب أن يلحق نظراءه، ويتميز بالتقديم ممن وراءه، وأن أنصب له بالإجازة لواءه، وأدل عليه، وأشير بالأصابع إليه، اقتداء بالسلف الصالح، وتنبيها على المصالح، والغادي مجيب الرائح، فأتحت له أن يقرأ بما قرأ به علي، إذ رأيته أهلا لذلك.

وأخبرته أنني قرأت القرآن الكريم جلّ منزله بالأحرف السبعة المذكورة على أشياخ ثلاثة من أئمة الاقتداء، ونجوم الاهتداء/ أهل التحقيق، المشهورين بالبحث والتدقيق، شموس الأعصار، وأقمار الأمصار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015