مبادرة السيل الجاري، وأرسل عنان الاجتهاد في ميدان فهم تأويله، وجرد له سيف العزم بكثير الوسع وقليله، وخصّ اعتناؤه لحروفه السبعة المنقولة عن أئمته؛ ليبحث عن حقائق معانيها، ويكشف بحسن السؤال عن حقائق خافيها، فهاجر من تلقاء نفسه إليّ، واشتغل عليّ، وقرأ القرآن العظيم جلّ منزله من أوله إلى آخره ختمة واحدة جامعة، جمع فيها بين الأئمة السبعة (?) المشهورين، وهم: نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي، وعاصم، وحمزة، والكسائي الكوفيون، (?) وبما اشتمل عليه كتاب «التيسير» لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، والقصيدة الموسومة ب «حرز الأماني ووجه التهاني» للإمام أبي القاسم بن فيرة الرّعيني ثم الشاطبي، وبما وافق ذلك من الكتب المشهورة، فحوى بقراءته جميع ما في الكتب الثلاثة المتقدم ذكرها قراءة مرضية متقنة مجودة في غاية الجودة، أجزتها وارتضيتها، فتعين عليّ إجازته فيها؛ لأنه أتقن الترتيل والحدر (?)، وميّز في قراءته بين المدّ والقصر (?)، وجوّد قراءته وأقام حروفها، وعرّفته مخارج الحروف وصنوفها، وحقق الهمزات وليّنها، وترك ما يجوز تركه منها لتاركها فأحسنها، وأمال ما تجب فيه الإمالة (?)