فاتهمته وَبقيت متحيراً، فَكنت أَكثر الصَّلَاة وَالدُّعَاء رَجَاء أَن يريني الله الْحق مَعَ أَيهمَا، فَرَأَيْت فِي مَنَامِي أَن الْحق مَعَ الشَّافِعِي، فَذهب مَا كنت أَجِدهُ.
قَالَ: فالبويطي مَشْهُور أَنه كَانَ يرى رَأْي مَالك قبل أَن يَقُول بقول الشَّافِعِي.
وَذكر فِيهِ أَيْضا أَن الْمُزنِيّ كَانَ يرى رَأْي أهل الْعرَاق.
وروى الصَّيْرَفِي، عَن أبي نعيم عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي الإستراباذي، عَن الرّبيع، عَن الشَّافِعِي، عَن كتبه، وَذكر أَن الْبُوَيْطِيّ هُوَ الْقَائِل فِي كتاب " اختلافه وَمَالك ": سَأَلت الشَّافِعِي، وَقلت للشَّافِعِيّ، وَأَن الرّبيع رَوَاهُ من نسخته فاستثقل أَن يُغير مِنْهُ: سَأَلت وَقلت، وَقد رُوِيَ عَنهُ أَيْضا: سُئِلَ الشَّافِعِي.
وَللشَّافِعِيّ كتاب " جماع الْعلم الْكَبِير " وَكتاب " جماع الْعلم الصَّغِير "، فِيمَا ذكره الَّذِي استنبطه الْإِسْمَاعِيلِيّ قد كَانَ فِي كِتَابه " الْمخْرج " على البُخَارِيّ فِي تَفْسِير قَوْله: " إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ ". وَقد ذكره الصَّيْرَفِي فِي كتاب " شرح اخْتِلَاف الحَدِيث "، فَلَا أَدْرِي وَقع الْحَافِر على الْحَافِر، أَو أَخذه عَنهُ، أَو أَن الْإِسْمَاعِيلِيّ قد كَانَ بلغه ذَلِك قَدِيما عَن الصَّيْرَفِي أَو غَيره، ثمَّ أنسيته، ثمَّ خطر لَهُ ذَلِك، فَاعْتقد أَنه سبق باستنباطه، وَالله أعلم.