الأئمة الفضلاء في عدة علوم، وكان حسن الخلق، كثير التواضع، شديد المحبة لأهل العلم، رحمه الله تعالى.
أحد الأعلام وأذكياء العالم، وممن حصل علومًا جمة متعددة، وصنف وأفتى ودرس وناظر دهرًا، واشتهر اسمه وبعد صيته، وداوم على الاشتغال إلى آخر تاريخ حتى غلب عليه الفكر بحيث كان يذهل عمن يجالسه وعن أحوال نفسه، وتوفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة سبع وتسعين وست مائة، رحمه الله تعالى.
ولد في المحرم سنة عشر وست مائة، وبها نشأ واشتغل وحصل، وسمع الحديث من والده وابن رورنه، ومكرم بن أبي الصفر، والعز بن رواحة وجماعة، وأجاز له المؤيد الطوسي وخلق، وقدم دمشق فدرس بالشامية الجوانية، وكان يدرس درسًا مفيدًا ويورده إيرادًا حسنًا، وكان فيه جودة وتواضع ورياسة، وحدث بكتب كثيرة بصحيح مسلم والموطأ وغيرهما، وتوفي في سلخ ربيع الأول سنة خمس وتسعين وست مائة، ودفن بتربتهم عند حمام النحاس