تدريس الصالحية، ثم المشهد الحسيني، ثم تدريس الشافعي وتخرج به الطلبة، وكتب عنه الحافظ علم الدين البرزالي وغيره، وتوفي بالقاهرة في العشرين من رجب سنة ثمان وثمانين وست مائة عن ثنتين وسبعين سنة، رحمه الله.
ومولده في ذي القعدة سنة أربعين وست مائة، وكان جليلًا نبيلًا وسيمًا جسيمًا ذكيا سريا كامل الرئاسة، وافر العلم بارعًا في أصول الفقه، بصيرًا بالفقه فصيحًا بليغًا مفوهًا، حسن الشكل، تام القامة، له حظ في المناظرات، وحل المشكلات، سريع الحفظ يدرس الدرس الجيد المفنن من نظرة واحدة، وله مع ذلك دروس متعددة، وله معرفة بالأخبار والأدب، كريمًا حسن المذاكرة والمعاشرة، وكان أفضل أهل بيته، سمع ابن رواج، وابن الحري وغيرهما، وسمع منه: الحافظ علم الدين البرزالي، واشتغل بالمعقول على القاضي كمال