شيخها ومفيدها ومفتيها الشافعي، كان بارعًا إمامًا في مذهب الشافعي، وسمع الحديث من يحيى بن محمود الثقفي، والخشوعي، وحنبل، وابن طبرزد، وعنه: أخوه أبو إسحاق إبراهيم، والدمياطي، وابن الظاهري، والكمال إسحاق وجماعة، وكان موصوفًا بالديانة والعلم، توفي وقد أضر في آخر عمره في سابع صفر سنة ثلاث وخمسين وست مائة بحلب، رحمه الله.
أحد رؤساء الشافعية وعلمائهم، ولد سنة أربع وتسعين وخمس مائة، واشتغل حتى برع في المذهب، وتقدم وساد حتى ولي تدريس النظامية ببغداد، وصارت له وجاهة ورياسة عند الخلفاء، وبعثوه رسولا إلى الآفاق، وقد سمع الحديث من أبي منصور، وسعيد بن محمد الرزاز، وعبد العزيز بن رامين، وسعيد بن هبة الله الصباغ وجماعة، وحدث بدمشق وبحلب وبمصر وبغداد وغيرها من البلاد، وبنى بدمشق مدرسة كبيرة للشافعية من أحسن المدارس وكانت قبل ذلك دارًا تعرف بدار أسامة، اشتراها البادرائي من الملك الناصر داود بن المعظم، فبناها مدرسة وشرط على فقهائها العربية، وألا يكون الفقيه في غيرها من
المدارس، وما ذاك والله أعلم إلا لتوفير همة الفقيه على الطلب والاشتغال، وإلا فلو استشعر أن الطالب