ولد سنة سبعين وخمس مائة، وطلب وحصل وبالغ في علوم الأوائل حتى تفرد برياسة ذلك في زمانه، واتفق له ولاية القضاء بالديار المصرية، والتدريس بالصالحية، وأفتى وناظر وصنف الموجز في المنطق، والجمل، وكشف الأسرار، وغير ذلك في المنطق والطب.
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: كان حكيما منطقيا، وكان قاضي قضاة مصر، ومات في خامس رمضان سنة ست وأربعين وست مائة، وقد رثاه تلميذه العز حسن محمد الضرير الفيلسوف فقال:
مضى أفضل الدنيا فلم يبق فاضل ... ومات بموت الخونجي الفضائل
فيأيها الحبر الذي جاء آخرا ... فحل لنا ما لم تحل الأوائل.