ودرس بمدرسة الشافعي وحدث، ومات في سنة ثمان وتسعين وخمس مائة.

يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة العلامة جمال الدين أبو القاسم البغدادي

نسبة إلى شيخ الشافعية بها، ويعرف بابن فضلان، ولد سنة خمس عشر وخمس مائة، وكان اسمه في الأصل واثق فغير اسمه إلى يحيى، تفقه على أبي منصور الرزاز ببغداد، وسمع بها من أبي غالب بن البنا، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي الفضل الأرموي وغيرهم، وارتحل إلى محمد بن يحيى صاحب الغزالي بنيسابور مرتين فعلق عنه، وسمع منه، ومن عمر بن أحمد الصفار الفقيه وغيرهما، وعنه ابن خليل في معجمه في حرف الواو، وابن الذهبي وجماعة، وكان حسن الأخلاق وسهل الانقياد، انتفع به جماعة واشتهر اسمه، له رياسة ووجاهة ولب جيد ونباهة، درس ببغداد بمدرسة دار الذهب، وأعاد له الدرس الإمام أبو

علي يحيى بن الربيع.

وذكر الموفق عبد اللطيف: أنه لما خرج إلى نيسابور سقط عن دابته فانكسرت يده فقطعها، وكتب مخصرا بأنه لم يقطعها في ريب، فلما تناظر هو والمجير، شنع عليه المجير بقطعها، فأخرج ذلك المحضر وقرأ على الناس، وشنع هو على المجير بالفلسفة، وكان بينهما مناظرات، قال: وكان المجير لا يقطع في المناظر، له نغمات موزونة يشير بيده مع مخارج حروفه بوزن مطرب، ويقف على أواخر الكلمات خوفا من اللحن، قال: ثم رمي آخر عمره بالفالج، وتوفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015