ولد سنة خمس عشرة وخمس مائة، وسمع بدمشق من أبي المظفر الفلكي وأبي الحسن علي بن سليمان المرادي والضياء بن هبة الله وجماعة، وكان قد عزم على الدخول إلى المغرب، فركب البحر، فوقع في أسر الفرنج، فمكث عندهم مدة، وولد له هنالك ثم سلمه الله، فخرج ومعه ابنه عز الدين عبد الله، فدخل إسكندرية، وأسمعه من السلفي الكبير، وله شعر جيد رائق، ثم كانت وفاته شهادة على عكا مع الملك صلاح الدين في سنة خمس وثمانين وخمس مائة رحمه الله تعالى.
الشاعر له ديوان، ويعرف أيضًا بابن الحمصي، وكان مجموع الفضائل متفننا، وقد ورد على الملك صلاح الدين، فأكرمه وأحسن إليه، وقال جمال الدين القفطي قدم الشام، وصحب أبا سعد بن أبي عصرون، وكان يكرم درسه، ثم إنه ولي التدريس بحمص وتوفي بها في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.