نسبة إلى عمل البزر، وهو الدهن من حب الكتان، والشافعي، العلامة بالجزيرة، رحل إلى بغداد واشتغل على إلكيا والغزالي وجماعة، وبرع في المذهب ودقائقه، وصنف كتابًا في حل إشكالات المهذب، وكان من الدين بمحل رفيع، قال القاضي ابن خلكان: كان أحفظ من بقي في الدنيا على ما يقال لمذهب الشافعي، انتفع به خلق كثير ولم يخلف بالجزيرة مثله، مولده سنة إحدى وسبعين وأربع مائة، وتوفي في أحد الربيعين سنة ستين وخمس مائة، وحكى ابن الصلاح، عن ابن نقطة أنه توفي في ربيع الآخر سنة ستين وخمس مائة رحمه الله.
ورد بغداد بعد سنة خمس مائة، وتفقه على أسعد الميهني، وصحب الشيخ جمال الدباسي بها، قال أبو سعد السمعاني: وكان ورعًا صالحًا متدينًا، ثم ورد خراسان، وسكن مرو مدة وصحب يوسف الهمذاني الزاهد، وكان يروض نفسه ويداوم على التهجد والصوم وأكل الحلال وكان لا يخاف في الله لومة لائم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمع صحيح البخاري من أبي طالب الحسين بن محمد