أحد علماء الكلام مصنف الملل والنحل، ونهاية الأقدام وغير ذلك من الكتب المشهورة بين الأنام، تفقه لمذهب الإمام الشافعي على أحمد بن محمد الخوافي، وبرع في الفقه، وأخذ علم الكلام والأصول وطريقة الشيخ أبي الحسن الأشعري عن أبي نصر القشيري، والأستاذ أبي القاسم الأنصاري تلميذ إمام الحرمين، وصنف وبرع في هذه العلوم ووعظ ببغداد مدة نحوا من ثلاث سنين، وظهر له قبول عظيم عند العوام وكان كثير المحفوظ، وقد سمع الحديث بنيسابور من أبي الحسن علي بن أحمد المديني وغيره.
قال أبو سعد السمعاني: كتبت عنه بمرو، وقال لي: ولدت بشهرستان سنة سبع وستين وأربع مائة، وبها توفي في أواخر شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، غير أنه كان متهما بالميل إلى أهل القلاع يعني الإسماعيلية، وذكر نحو هذا في كتابه التحبير، وأنه كان غاليا في التشيع والله أعلم.
تفقه على إلكيا الهراسي، وأقام بالمدرسة النظامية مدة، وسمع من أبي الحسن بن أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال وغيره، وسمع منه أبو سعد السمعاني، وقال: كان فقيهًا صالحًا متدينًا.