وهذا ثاني إخوته الستة، وكان فاضلًا بارعًا عالمًا خطيبًا واعظًا متقنا، وانتهت إليه الرياسة في بلاده إلى أن توفي سنة أربع وتسعين وأربع مائة، ودفن في مدرسته عند أبويه وأهله رحمه الله تعالى.
صنف سبعين مصنفًا، وله تفسير ضمنه مائة ألف بيت شعر عن قوله لابن سكرة الحافظ، وكان بارعًا في معرفة مذهب الشافعي، ولما قدم بغداد على تدريس النظامية خرج لتلقيه العلماء كافة والقضاة، وكان يوم قراءة منشوره يومًا مشهودًا، وكان المدرس بها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فتقرر أن يدرس بها كل منهما يومًا، فبقيا على ذلك سنة، وقد أملى بجامع القصر، وحفظت عليه غلطات في الحديث، وإسقاط رجال، وتصحيف فاحش، أورد منه السمعاني أشياء كثيرة، منه أنه روى حديث: صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين، ثم فسر ذلك بأنها تكون أشد إضاءة، وكان يرد عليه فلا يقبل، حدث عن عبد الواحد بن
يوسف الحدار، وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب، والحسن بن محمد بن عثمان بن كدامة، وجماعة من الفارسيين، قال السمعاني: روى