أحد حفاظ الحديث، وضابطيه المتقنين المتفننين، ومن المتعصبين لمذهب الشافعي الذابين عنه المصنفين في نصرته، تفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، وأبي الحسن ابن المحاملي، واستفاد من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي نصر ابن الصباغ، وغيرهما رحمهم الله.
وشهرته في الحديث مغنية عن الإطناب في ذكر مشايخه فيه، وتعداد البلدان التي رحل إليها وسمع فيها، وذكر مصنفاته في ذلك، فإنها ستة وخمسون مصنفًا منها الجهر بالبسملة، على قاعدة المذهب، وقد أثنى عليه الأئمة والعلماء، فقال الأمير أبو نصر ابن ماكولا: كان آخر الأعيان، ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننًا في علله وأسانيده، وعلمًا بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره، ومطروحه، قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني، ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه،
وقال ابن السمعاني: كان مهيبًا وقورًا ثقة متحريًا حجة، حسن الخط، كثير الضبط فصيحًا، ختم به الحفاظ، قال أبو القاسم ابن عساكر: أنا أبو منصور بن خيرون، ثنا أبو بكر الخطيب، قال: ولدت في جمادى