تعالى، اشتغل الجنيد، رحمه الله، في الفقه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو ثور: أحد أصحاب الشافعي، كما تقدم، وكان الجنيد يفتي بحلقة أبي ثور، وله من العمر عشرون سنة، وسمع الحديث من الحسن بن عرفة، وغيره، واختص بصحبة سري السقطي، والحارث بن أسد المحاسبي، وأبي حمزة البغدادي.

وروى عنه: جعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن علي بن حبيش، وعبد الواحد بن علوان، وخلق من الصوفية، وكان ممن برز في العلم والعمل، وجمع بينهما، قال الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة، وعلم غزير، فإذا رأيت حاله رجحته على علمه، وإذا رأيت علمه رجحته على حاله، وقال أحمد بن جعفر المنادي، في تاريخه: سمع الكبراء، وشاهد الصالحين، وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء، وصواب الجواب في فنون العلم، ما لم ير في زمانه مثله عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم

الظاهر، في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها، لقد قيل لي: إنه قال ذات يوم: كنت أفتي في حلقة أبي ثور ولي عشرون سنة، قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور ويفتي في حلقته، وعن الجنيد، أنه قال: ما أخرج الله إلى الأرض، وجعل للخلق عليه سبيلا، إلا وقد جعل لي فيه حظا، قال أبو القاسم الكعبي المتكلم المعتزلي، يوما لأصحابه: رأيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015