وَكَأن فَقِيها عَالما حَافِظًا وَكَانَ قوي النَّفس لَا يذل نَفسه أَرَادَ عَليّ بن عِيسَى الْوَزير أَن يصلح بَينه وَبَين ابْن صاعد فجمعهما فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا بكر أَبُو مُحَمَّد أكبر مِنْك فَلَو قُمْت إِلَيْهِ قَالَ لَا أفعل فَقَالَ الْوَزير أَنْت شيخ زيف قَالَ الشَّيْخ الزيف الْكذَّاب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْوَزير من الْكذَّاب قَالَ هَذَا ثمَّ قَامَ وَقَالَ تتوهم أبي أذلّ لَك لأجل رِزْقِي وَأَنه يصل على يدك وَالله لَا أخذت من يدك شَيْئا فَكَانَ المقتدر يزن رزقه بِيَدِهِ وَيبْعَث بِهِ فِي طبق على يَد الْخَادِم
وَعنهُ قَالَ قلت لأبي زرْعَة ألق عَليّ حَدِيثا غَرِيبا من حَدِيث مَالك فَألْقى عَليّ حَدِيث وهب بن كيسَان عَن أَسمَاء لَا تحصى فيحصى عَلَيْك رَوَاهُ لي عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة وَهُوَ ضَعِيف فَقلت لَهُ تحب أَن تكتبه عني عَن أَحْمد بن صَالح عَن عبد الله بن نَافِع عَن مَالك فَغَضب وشكاني إِلَى أبي وَقَالَ انْظُر مَا يَقُول لي أَبُو بكر
وَكَانَ أَحْمد بن صَالح يمْنَع المرد من مجلسة فَأحب أَبُو دَاوُد أَن يسمع ابْنه مِنْهُ فسد لحية على وَجهه وَسمع فَعرف فَقَالَ مثلي يعْمل مَعَه هَذَا فَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا تنكر عَليّ واجمع ابْني مَعَ الْكِبَار فَإِن لم يقاومهم بالمعرفة فأحرمه السماع
وَذكره ابْن عدي فَقَالَ تكلم فِيهِ أَبوهُ وَابْن صاعد فَأَما أَبوهُ فَقَالَ من الْبلَاء أَن عبد الله يطْلب للْقَضَاء قلت هَذَا لَيْسَ بِكَلَام بل تواضع وَإِن صَحَّ عَنهُ فِيهِ كَلَام فَذَاك وَهُوَ شَاب ثمَّ كبر وساد وَأما ابْن صاعد فَإِنَّهُ عدوه فَلَا يعْتد بِكَلَامِهِ فِيهِ كَمَا لَا يعْتد بِكَلَام ابْن أبي دَاوُد فِي ابْن صاعد
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة