طبقات الاولياء (صفحة 282)

ومن إنشاداته:

الماء يغسل ما بالثوب من درن ... وليس يغسل قلب المذنب الماء

ونزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذهما، فتبعها، وقال: " أنا معروف!، لا بأس عليك!، ألك ولد يقرأ القرآن؟ "، قال: " لا! "، قال: " فزوج؟ "، قالت: " لا! "، قال: " فهات المصحف، وخذي الملحفة! ".

وسمعه بعضهم ينوح عند السحر ويبكى وينشد:

أي شيء تريد مني الذنوب؟! ... شغفت بي، فليس عني تتوب

ما يضر الذنوب لو أعتقتني ... رحمة لي، فقد علاني المشيب

وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء - في هذا الماء - يعصون! أدع الله عليهم! "، فرفع يديه إلى السماء وقال: " إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة! " فقال له أصحابه: " إنما قلنا لك: أدع عليهم! "، فقال: " إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شئ ".

وقال محمد بن منصور الطوسى: " كنت يوماً عنده، فدعاني، ثم عدت أليه من الغد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها؛ وكان عنده رجل أجرأ عليه منى، فسأله عنها، فقال له: " سل عن ما يعنيك! "،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015