طبقات الاولياء (صفحة 210)

وأنشد:

وأني وإياها لفي الحب صادق ... نموت بما نهوى جميعاً، وما نبدي

وأنشد أيضاً:

ومن أين لي أين؟ وأني كما ترى ... أعيش بلا قلب وأسعى بلا قصد

وروى انه كان يقول في أخر أيامه:

وكم من موضعاً لو مت فيه ... لكنت نكالاً في العشيرة!

وقال خير النساج: " كنا في المسجد، فجاء الشبلي - في سكره - فنظر ألينا، فلم يكلمنا وهجم على الجنيد في بيته، وهو جالس مع زوجته، وهي مكشوفة الرأس، فهمت أن تغطي رأسها، فقال لها الجنيد: " لا عليك!، ليس هو هناك! " فصفق على رأس الجنيد وأنشد يقول:

عودوني الوصال، والوصل عذبٌ ... ورموني بالصد، والصد صعبُ

زعموا ... حين أيقنوا أن جرمي فرط حبي لهم، وما ذاك ذنبُ

لا! وحسن الخضوع عند التلاقي! ... ما عجزا من يحب إلا يحبُ!

قال: ثم ولى الشبلي خارجا، فضرب الجنيد على الأرض برجليه، قال: " هو ذاك يا أبا بكر، هو ذاك! "، وخر مغشياً عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015