طبقات الاولياء (صفحة 211)

قال بكير الدينوري " وجد الشبلى خفة - في يوم جمعة - من وجع كان به، فأمر بمضيه إلى الجامع، فراح أليه متكئاً، فتلقاه رجل مقبل من الرصتفة، فقال: " سيكون لي غداً مع هذا الشيخ شأن! ". فصلينا ثم غدونا، فتناول شيئاً من الغداء، فلما كان الليل مات. فقيل لي: " في درب السقايين رجل يغسل الموتى " فدلوني عليه في السحر، فأتيته فدققت الباب خفيفاً فقلت: " سلام عليك "، فقال:، مات الشبلى؟ "، قلت: " نعم! " فخرج إلى، فإذا به الشيخ، فقلت: " لا أله إلا الله! " فقال: " لا اله إلا الله، تعجبا مم؟ " قال: " قال لى الشبلى أمس - لما وجدناك -: " غداً يكون لي مع هذا شأن. بحق معبودك!، ة من أين لك أن الشبلى قد مات؟ ". قال: " يا ابله! فمن أين للشبلى أن يكون له معي اليوم شأن؟ ".

وقيل لبكير الديننورى خادمه: " ما الذي رأيت منه؟ " يعنى عند وفاته، فقال: " قال: على درهم مظلمة، قد تصدقت عن صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه " ثم قال: " وضئني للصلاة! " ففعلت، فنسيت تخليل لحيته، فقد أمسك على لسانه فقبض على يدى وأدخلها فى لحيته، ثم مات ". فهذا رجل لم يفته - فى أخر عمره - أدب من آداب الشريعة ".

وقيل له عند موته: " قل: لا اله إلا الله " فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015