الصفوة" و "المدهش" و "مناقب الإمام أحمد بن حنبل" و "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" و "الموضوعات في الأحاديث المرفوعات" و "الوفا بأحوال المصطفى" كما ذكر هو رحمه الله تعالى عددًا منها في كتابه هذا.
8- صفاته وأخبار أسرته:
كان ابن الجوزي أنيقًا في مظهره نزهًا نظيفًا، متنعمًا في معيشته، كما كان -رحمه الله- متحدثًا بارعًا، إن أراد أن يضحك أضحك الثكلى بما يسرد من أخبار البخلاء والحمقى والمغفلين والمتماجنين والظراف. وإذا أراد أن يبكي أبكى الصخر الأصم بما يقص من وصف الآخرة وأهوال يوم القيامة وسير الصالحين الزاهدين، وخوفهم من الله تعالى، فكان يمزج بين هذا وذاك ليجذب القلوب، ويروح عن النفوس لتستعد لسماع مواعظه، فهو خبير بما يصلح النفوس ويتألفها.
كما تميز ابن الجوزي -رحمه الله تعالى- إضافة إلى فصاحته وغزارة محفوظه بسرعة البديهة والجواب الحاضر، وقد ذكروا عنه قصصًا طريفة، منها: أن رجلًا سأله من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأجواء بين الشيعة والسنة مشحونة، فقال على البديهة: أفضل الناس من كانت بنته تحته، فقال أهل السنة: يقصد أبا بكر؛ لأن ابنته عائشة كانت تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت الشيعة: بل يقصد عليًّا؛ لأن بنته فاطمة رضي الله عنها كانت تحته.
تزوج -رحمه الله- مرتين فأنجب من زوجته الأولى عشرة أولاد، خمسة ذكور وخمس إناث، مات من الذكور أربعة، منهم ابنه عبد العزيز الذي مات مسمومًا بالموصل سنة "554هـ"، وبقي علي أبو القاسم، وقد كتب له رسالة لفتة الكبد إلى نصيحة الولد إلا أنه لم ينتفع بنصيحة الوالدة، وكان عاقًّا سيئ الطباع، فاستغل محنة أبيه، فأخذ كتبه، وباعها بأبخس الأثمان، توفي علي هذا سنة "630هـ".
وأما الإناث فهنّ:
1- رابعة: تزوجت من ابن رشيد الطبري سنة "571هـ"، فاشتغل هذا بكتب الفلاسفة، فساءت عقيدته، فهجره ابن الجوزي، فلما مات، زوجها من مملوك تركي للوزير ابن هبيرة اسمه قزغلي فأنجبت يوسف المعروف بسبط ابن الجوزي صاحب مرآة الزمان وغيرها من المصنفات.
2- زينب، و 3- شرف النساء، و 4- ست النساء الصغرى، و 5- جوهرة.