وَلا خَير في وُدِّ امرىء مُتَكارِه ... عَلَيكَ وَلا في صاحِبِ لا تُوافِقُه (?)

قلتُ: الظاهر أن العاقل من الناس من يحول الأعداء إلى أصدقاء بتحببه إليهم وإكرامه لهم, وقد فرض الله للمؤلفة قلوبهم من أعداء المسلمين سهماً في زكاة الموحدين, فالمحبة والمودة أقرب الأسباب وأنفع الأخلاق, وقد نسب إلى العتابي قوله:

ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم ... وخبرت ما وصفوا من الأسبابِ

فإذا القرابة لا تقرب قاطعاً ... وإذا المودة أقرب الأسبابِ (?)

والمودة لا تنال بالقتال وإنما تنال بحميد الفعال, وفي الحديث: (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها) (?) .

فأقلل عتاب من استربت بوده, وأحسن إليه بقربه, وقد جاء في شعر منصور النمري (?) :

أَقلِل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِودِّهِ ... لَيسَت تُنالُ مَودَّةٌ بِقِتالِ

فكل امرء يولي الجميل إلى الناس محبب, وعن الشر يستبعد قال الشاعر:

وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ ... وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015