وإذا كان الود مع العتاب يبقى فإن العاقل لا يضجر منه ولا يتأذى, قال الشاعر:

إذا ذهب العتاب فليس ودٌ ... ويبقى الود ما بقي العتاب

فالقرب بالمحبة والود من أعظم العلائق وأنفع الفوائد, وللمبرد:

ما القرب إلا لمن صحت مودته ... ولم يخنك وليس القرب للنسب

كم من قريب دوي الصدر مضطغن ... ومن بعيد سليم غير مقترب (?)

فمن أراد بقاء الحب تواضع لمن يحبه وتغافل عن شيء من ذنبه, فتواضعك لمحبوبك شرف قال الشاعر:

ذل الفتى في الحب مكرمة ... وخضوعه لحبيبه شرفُ (?)

وقال آخر:

اخضع وذل لمن تحب فليس في ... شرع الهوى أنف يشال ويعقد (?)

بل أن بعض الشعراء قد ذهب إلى التصريح بحب الديار نظراً لكبير حبه لأهلها فقال:

وَمِن مَذهَبي حُبُّ الدِيارِ لأَهلِها ... وَلِلناسِ فيما يَعشَقونَ مَذاهِبُ

ولكن شاعراً آخر يرى حب الديار لحب أهلها فيقول:

وَما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفنَ قَلبي ... وَلكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِّيارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015