والآخرين، وأنه قائد المرسلين، وإمام النبيين، وهو صاحب المقام المحمود، وأنه حبيب الله، وأنه حامل لواء الحمد، وأنه أول شافع وأول مشفع، وغير ذلك من الأوصاف، أخبر بها أمته وقال: "ولا فخر". ويؤيده قوله: "لا تطروني". وقوله: "ولا يستجرينكم الشيطان".

فالواجب على المؤمن أن لا يتجاسر على التكلم بكل كلمة في ثناء النبي صلى الله عليه وسلم فالمقام مقام الاحتياط، إذ اعتقاد اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بصفاته الكمالية من جملة مسائل العقائد، فما لم يثبت بالكتاب العزيز أو السنة الثابتة المطهرة لم يجز وصف النبي به، فمن ههنا دريت خطأ الأبوصيري في قوله: "واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم" وخطأ صاحب الرسالة حيث استحسنه.

وبالجملة فنحن معاشر أهل الحديث نعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل تعظيم جاء في الكتاب أو السنة الثابتة، سواء كان ذلك التعظيم فعلياً أو قولياً أو اعتقادياً، والوارد في الكتاب العزيز والسنة المطهرة من ذلك الباب في غاية الكثرة، وما ذكر هو بعض منه ولو رمت إحصاء ذلك على التمام لجاء في مؤلف بسيط، نعم نجتنب التعظيمات التي تشتمل على موجبات الكفر والشرك، وما نهى الله عنه ورسوله، والتعظيمات المحدثة المبتدعة.

وأما أهل البدع فمعظم تعظيمهم تعظيم محدث، كشد الرحال إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والفرح بليلة ولادته، وقراءة المولد، والقيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، وتقبيل الإبهام عند قول المؤذن "أشهد أن محمداً رسول الله". والتمثل بين يدي قبره قياماً، وطلب الحاجات منه صلى الله عليه وسلم، والنذر له وما ضاهاها، وأما التعظيمات الثابتة فهم عنها بمراحل1، فيا أهل البدع أنشدكم الله والإسلام والإنصاف أن تقولوا أي الفريقين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015