ونهيه وتبيانه فمن أتى الأمر من قبل وجهه "فقد بين له، ومن خالف "فوالله ما نطيق خلافكم، وأخرج عن أبى بن كعب قال: ما استبان لك فاعمل به وانتفى به وما شبه عليك فآمن به، وكله إلى عالمه.
وأخرج عن مجاهد قال قيل لابن عمران: نجده يقول كذا وكذا فأدخل أصبعيه في أذنيه مخافة أن يدخل قلبه منه شيء. وأخرج عن ابن عمر: قال إن القدرية حملوا ضعف رأيهم على مقدرة الله وقالوا لم، ولا ينبغي أني قال له لم لأنه "لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون" وأخرج عن معاذ بن جبل قال: يفتح القرآن على الناس، حتى تقرأه المرأة والصبي والرجل، فيقول الرجل: وقد قرأت القرآن، فلم اتبع، والله لأقومن به فيهم لعلى اتبع، فيقوم به فيهم فلا يتبع، فيقول: قد قرأت القرآن، فلم اتبع، وقمت به فيهم، فلم أتبع، لأحتظرن في بيتي مسجدًا لعلي أتبع، فيحتظر في بيته مسجدا فلا يتبع، فيقول: والله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله، ولم يسمعوه عن رسول الله لعلى اتبع قال: معاذ فإياكم وما جاء به ضلالة. وأخرج عن معاذ قال: إعلم أن الحق نورًا وإياكم ومغمضات الأمور.
وأخرج عن ابن مسعود قال: من كان منكم مؤنسًا، فليأتس بأصحاب محمد-صلى الله عليه وسلم -فإنهم كانوا أبر قلوبا، وأعمق علمًا، وأقل تكلفًا، وأقوم هديا، وأحسن أخلاقا، اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على هدى مستقيم.
[الطبقة الثانية: المتقدمون من فقهاء التابعين]
ثم قال الطبقة الثانية: وهم المتقدمون من فقهاء التابعين، وأخرج فيه عن الحسن قال: لا تجالس أصحاب الأهواء وإن ظننت أن عندك الجواب