بعد ما ذهب بصره حتى دخلنا المسجد الحرام، فإذا قوم يمترون في حلقة لهم فقال لنا: أما بي حلقة المراء. فانطلقا به إليهم، فوقف عليهم فقال: ما علمتم أن لله عبادًا أصمتهم خشيته من غير عى ولا بكم، وأنهم لهم العلماء الفصحاء النبلاء الطلقاء، غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله طاشت لذلك عقولهم، وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتى استقاموا من ذلك تسارعوا إلى الله بالأعمال الزكية فأين أنتم منهم.
وأخرج عن معاوية أنه قام، فقال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون بأحاديث ليست في كتاب الله ولا تعرف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -أولئك جهالكم.
وأخرج عن ابن مسعود قال: تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله، وإنكم تجدون أقواما يقولون إنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم. فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق، وعليكم بالتعتيق. وأخرج عن ابن مسعود قال: لا تمكن صاحب هوى من أذنيه، فيقذف فيهما داء لا شفاء له. وقال مصعب بن سعد: أما أن يمرض قلبك فتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه.
وأخرج عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -إذا لم يعلم الشيء لم يقل فيه برأيه ولم يتكلفه.
وأخرج عن ابن مسعود أن رجلا سأله عن شيء فقال: ما سألتمونا عن شيء من كتاب الله نعلمه أخبرنا كم به، أو سنة من نبي الله -صلى الله عليه وسلم -أخبرناكم ولا طاقة لنا بما أحدثتموه.
وأخرج عن النزال بن سبره أنه قال: يا أيها الناس إن الله قد أنزل أمره