المجادلات - بل شددوا القول على من يخوض في الكلام ويشتغل بالبحث والسؤال.
وإذا تركنا المداهنة، ومراقبة الجوانب، صرحنا بأتن الخوض في الكلام حرام لكثرة الآفات. إلا لأحد شخصين: رجل وقعت له شبهة، ليست نزول بكلام قريب وعظى عن قلبه، ولا يخبر نقلي، فيجوز أن يكون القول المرتب رافعًا شبهة تدخل له في مرضه فليستعمل معه ويحرس عنه سمع الصحيح الذي ليس به ذلك المرض. فإنه يوشك أن يحرك في نفسه إشكالًا، ويثير له شبهة تمرضه، وتستنزله عن اعتقاده المجزوم الصحيح، والثاني: شخص كامل العقل راسخ القدم في الدين، ثابت الإيمان بأنوار النفس يريد أن يحصل هذه الصنعة ليداوي بها مريضًا إذا وقعت له شبهة. وليفحم ب ها مبتدعًا إذا - نبغ الله - وليحرس ب هـ معتقده، إذا قصد مبتدع إغواءه، فتعلم ذلك - لهذا الغرض - من فروض الكفايات، وتعلم قدر ما يزيل الشك والشبهة في حق المشكك، فرض عين إذا لم يكن إعادة اعتقاده المحرم بطريق آخر سواه. والحق الصريح أن كل منه اعتقد ما جاء به الرسول "صلى الله عليه وسلم" واشتمل عليه القرآن اعتقادًا حتميًا فهو مؤمن. وإن لمي عرف أدلته، بل الإيمان المستفاد من الدليل الكلامي ضعيف جدًا، مشرف على التزلزل