من المسلمين على الشرط الذي يراعونه لتصحيح عرفة الله. أو لا يجد مسلم ألم هذه المقالة القبيحة الشنيعة في قلبه؟ بل لو تقطع حسرات من عظيم ما اخترعوه في الدين؟ وموهوه على الناس، كان جديرًا بذلك، وإن قالوا إنا لا نكفر العوام، فقد ناقضوا أصولهم، حين أثبتوا حقيقة المعرفة والإيمان بغير طريقها على أصولهم، وأظن أن من قال عنهم ذلك فإنما هو سلوك طريق التقية. ورد تشنيع الناس عليهم، وإلا فاعتقادهم وطريقتهم في أصولهم ما ذكرنا، والله يكفي أهل السنة والجماعة شرهم، ويرد كيدهم في نحرهم، ويلحق بهم عاقبة مكرهم بقدرته وعظيم سطوته.
فصل: ونشتغل الآن بذكر معنى العقل ومقامه من الدين عند أهل السنة.
اعلم أن مذهب أهل السنة أن العقل لا يوجب شيئًا على أحد، ولا يرفع شيئًا عنه. ولاحظ له في تحليل أو تحريم، ولا تحسين ولا تقبيح ولو لم يرد السمع ما أوجب على أحد شيء، ولا دخلوا في ثواب ولا عقاب. واستدلوا على هذا بقوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا}. وبقوله تعالى {رسلًا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للنا على الله حجة بعد الرسل}. وقال تعالى حاكيًا عن الملائكة غيما خاطبوا به أهل النار {ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى}