خمس كتب من أوائل ما جمع بعد وفاة الحسن وسعيد بن المسيب وخيار التابعين وبعد سنة عشرين أو ثلاثين ومائة من الهجرة، وقيل سنة ستين ومائة بعد القرن الأول، وبعد صدر من القرن الثاني، وكان العلماء الذين هم أئمة هؤلاء العلماء، من طبقات الصحابة الأربعة، ومن بعد الطبقة الأولى من خيار التابعين، هم الذين انقرضوا قبل وضع الكتب، ثم ظهرت بعد سنة مائتين وبعد تقضي ثلاثة قرون في القرن الرابع المرفوض مصنفات الكلام، وكتب المتكلمين بالرأي والهوى، والمعقول، والقياس. وذهب علم اليقين، وغابت معرفة الموقنين من علم التقوى، وإلهام الرشد، والنفس ((فخلف من بعدهم خلف)) والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم اختلط الأمر بعد هذا التفصيل في زماننا هذا، فصار المتكلمون يدعون علماء. والقصاص يسمون عارفين، والرواة النقلة علماء من غير فقه في دين ولا بصيرة في يقين.
ثم قال: وفي الحديث ((ما ضل قل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)) ثم قرأ (ما ضربوه لك إلا جدلًا، بل هم قوم خصمون).