وفي بعض الحديث: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)). قال: هم أهل الجدل الذين عنى الله عز وجل، فاحذروهم.

وعن بعض السلف: يكون في آخر الزمن علماء يغلق عنهم باب العمل، ويفتح عليهم باب الجدل. وفي بعض الأخبار إنكم في زمان ألهمتم فيه العمل، وسيأتي قوم يلهمون الجدل وروينا عن بعض العلماء: إذا أراد الله بعبده خيرًا، فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل. وإذا أراد الله بعبده شرًا، أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل. وفي الحديث المشهور عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ((أبغض الخلق إلى الله الألد الخصم)). وقد روينا في الخبر: الحيا والعى شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق. وفي بعضها: العي عن اللسان لا عي القلب.

وفي الخبر الآخر: إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل الكلام بلسانه كما تتخلل الباقرة الخلا- الخلا هو الحشيش الرطب- وعن ابن مسعود إنكم في زمان خيركم فيه المسارع. ويأتي بعدكم زمان يكون خيركم فيه المتثبت- يعني: لبيان الحق باليقين في القرن الأول ولكثرة الشبهات بالالتباس في مثل زماننا هذا.

وقال مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يلقيه الله في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015