قال في كتابه ((قوت القلوب)) (باب) ذكر العلم، وطريقة السلف وذم ما أحدث المتأخرون من الكلام. ثم قال كان الناس في القرن الأول يجتهد كل لنفسه، والكتب والمجموعات محدثة. والقول بمقالات الناس والفتيا بمذهب الواحد من الناس وانتحاء قوله. والحكاية عنه في كل شيء. والتفقه على مذهبه لم يكن الناس قديما على ذلك في القرن الأول والثاني فهذه المصنفات من الكتب حادثة بعد سنة عشرين ومائة وبعد وفاة كل الصحابة وكبار التابعين.
ويقال إن أول كتاب صنف في الإسلام: كتاب ابن جريج في الآثار وحروف من التفاسير عن عطاء، ومجاهد، وأصحاب ابن عباس بمكة، ثم كتاب معمر بن راشد الصنعاني وجمع فيه سننا منثورة مبوبة. ثم كتاب الموطأ بالمدينة لمالك بن أنس في الفقه، ثم جمع ابن عيينة كتاب الجامع والتفسير في أحرف في علم القرآن، وفي الأحاديث المتفرقة وجامع سفيان الثوري صنفه أيضا في هذه المدة، فهذه