نشرت سنة 1967
إلى السيدة الفاضلة التي كتبت إليّ وكتمت اسمَها عني، ونِعِمّا فعلت، فما لي باسمها حاجة بعدما فهمت ما في كتابها.
وأنا أحب أن تصدّقي يا بنتي (أو يا أختي) أني لمّا قرأت كتابك بكيت معك وشاركتك حزنك، وأني قرأته على أصحابي فبكوا منه مثل بكائي. إنها فاجعة، ولكنك لست أول مَن فَرَّقَ الموت بينه وبين من يحب، ولست أول أم فقدت بنتها، ومن عرف أن له في مصيبته شركاء وأن لهذه المصيبة أمثالاً خَفَّ عنه بعض ما يلقى.
إن كتابك -على عامية ألفاظه، وعلى أنه ليست فيه كلمة صحيحة، لا في رسمها ولا في إعرابها- إنه على هذا كله قطعةٌ فنية قليلٌ أمثالُها. إنك استطعت أن تستنزلي به الدمعَ من عيون طائفة من أعلام الأدب، وكم من الشعراء الذين يَرْثون فلا يستقطرون قطرة من دمع قارئ أو سامع، لأنهم ما بكوا لمّا نظموا.
ذلك ليعلم طلاب الأدب أن الذي يخرج من القلب هو