ففيهم من خسر ألفين.
فهل عرفتم الآن ما حكمة القدر؟
هي أن نَجِدّ ونعمل ونسعى ونبذل الجهد، ثم لا نحزن إن فشلنا ولا نيأس إن لم نصل إلى ما نريد. وأن نكون مع القدر كمن يجتاز طريقاً فيه السيارات المزدحمات، فإن ذكر حوادثها وأخطارها وحدها لم يستطع أن يتقدم خطوة، وإن اعتقد -من غروره- أنه يستطيع أن يردّ عنه السيارة المقبلة ويدفع الخطر الآتي لم يسلم، ولكن إن انتبه وسار بحذر فهذا هو العاقل، ثم إن نجا حمد الله أنْ قدّر له النجاة، وإن أُصيب ذكر أنه لم يقصِّر، وإنما هو حكم القدر.
* * *